اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "إذا كانت الأمة العربية في حاجة دائما إلى تضامنها في كل وقت، فإنها في أمس احتياجها لتضامنها الآن أكثر من أي وقت مضى، والحقيقة أنه لم يعد خافيا على أي عربي، من المحيط إلى الخليج، أن الأمة كلها في خطر، بسبب الخطط والمؤامرات الرامية إلى تغيير خريطة المنطقة العربية، وإعادة تشكيل جغرافية الأرض العربية، ومن هذا المنطلق فإن على أى دولة عربية تعتقد أنها في منأى عن الخطر أن تعيد حساباتها، فالكل في عين المدفع، ولا شك في أن شهية الطامعين لن تتوقف عند التهام غزة وحدها، ولا فلسطين وحدها، بل إن جشع الجشعين، وطمع الطامعين، لن يشبعا أبدا، لذا وجب التنبيه".

وأشارت إلى أن "غزة هى الاختبار المهم لقدرة العرب على التأثير الدولي، وهي الرهان الذي تراهن عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، كما راهنت من قبل على الإرادة العربية في نكبة فلسطين عام 1948، فهل يقبل العرب التحدي، ويعيدون قراءة الثوابت المصرية بخصوص قضية فلسطين؟".

وشددت على أن "التضامن العربي يجب ألا يظل مجرد شعار تردده وسائل الإعلام كلما احتدمت أزمات العرب، وإنما يجب البدء في اتخاذ إجراءات عملية واقعية على الأرض، وبطبيعة الحال فإن الاقتراح الذي تقدمت به مصر لعقد قمة عربية في أقرب وقت ممكن ربما يكون هو البداية لوضع برنامج عمل للتحرك العربي دوليا على كل المستويات، وربما يعتقد البعض أن العرب لا يملكون أوراقا حقيقية لإقناع الإدارة الأميركية بالتمهل قليلا في دعمها غير المنطقي لجرائم جيش الاحتلال، ومساندتها لعمليات الإبادة الجماعية وقتل أطفال غزة ونسائها، وهذا اعتقاد خاطئ، حيث يمتلك العرب الكثير من الأوراق، على المستوى الاقتصادي والسياسي والإعلامي والقانوني".

وأوضحت أن "من بين هذه الأوراق اللجوء إلى قواعد القانون الدولي لكشف عدم قانونية ما ترتكبه إسرائيل أمام الرأي العام العالمي، كما يمكن تكثيف النشاط الإعلامي العربي، وأيضا تكثيف الاتصالات الدبلوماسية مع الدبلوماسيين الأجانب في العواصم العربية، وكذلك جهود الدبلوماسيين العرب في عواصم العالم"، لافتة إلى أن "الوقت يسرقنا، ولم يعد هناك مبرر للتكاسل والبطء، وإلا فإن استقلال الدول العربية، ووحدة شعوبها، وسلامة أراضيها، في خطر جسيم".